الإنفصال والإتصال ....

لقد تأخر الولد عن زيارة أبيه وظل الأب يتصل به وهو يأجل الزيارة ،وتعب الدائن من مطالبة المدين وهو يسوف في السداد وغيرهم الكثير...
فلو قرروا أن يكفو تفكيرهم بمطالبة المخلوق الذي لايجدي معه الكلام وأن ينتقلو بتفكيرهم للخالق الذي هو أقرب إليهم من حبل الوريد لتحولو من التفكير الأفقي بالمخلوق إلى رفع رأسهم والتفكير العمودي وتعلقهم بالخالق، لأنهم قد أنفصلو عن المخلوق وأتصلو بالخالق وأنا لا أقصد أن ننفصل نهائيا عن المخلوق فنحن نعيش في هذه الدنيا وعلينا التعايش مع من فيها ولكن أقصد أنك إن إحتجت شيئا فلاتعلق نظرك بمن أمامك وتنتظر أن يمن عليك ولكن أطلب في سرك وكلم من هو أقرب إليك وإبدأ بالطلب منه جل جلاله العظيم ثم أطلب من المخلوق وسوف يسخره الله لقضاء حاجتك وإن لم يستجب من أول مرة فكرر الطلب من الله في داخلك وسترى العجب لأنك ركزت تفكيرك بمن يقدر على كل شيء، فهو يملكك ويملك من تطلب الحاجة منه ويملك الحاجة نفسها ويملك السماوات والأرض فأنفصل وأتصل بمن يستحق أن تتصل به وعلق نظرك به جل جلاله العظيم وتوكل عليه.