انشغل الطفل بلعبه ولهوه وهو فرح مستمتع بما يراه من متاع الدنيا واصبح يركض اليها ليرضي كل حاجاته ورغباته وبينما هو مستغرق في هذه المتعة الزائفة اذ اتاه صوت يسمعه في قلبه ويقول له عبدي الى أين....انت على الطريق الخاطئ.
وبعد أن أستفاق الطفل من غفوته وأصبح رجلا بأن كبر الوعي عنده وعلم أنه عبد وأن سيده يناديه.. أصبح يركض إليه طالبا المغفرة والسماح منه وأستمر العبد في تذلله وتقديم فروض الطاعة والولاء لسيده وبالرغم من انه علم أن سيده قد غفر له ولكنه يإن في في وحدته باكيا طالبا المزيد من الغفران وهو لم يعد يفكر في عظم ذنبه وإنما يفكر في جرم من عصى وهو الملك جل جلاله العظيم وأنه لايستحق أن يعصى أبدا وأستمر الغفران حتى أصبح قربا يشعر به العبد فتراه وهو مندمج في المساء مع أهله وأطفاله إذ يأتيه إحساس بإن هناك من ينظر إليه وهو يتسامر مع أهله وأيقن أنه الله عز وجل هو من يشتاق إليه فأصبحت خلوة العبد في جلوته وأصبح يختلي بحبيه في قلبه أمام الناس وهم ينظرون الى العبد أمامهم ولايعلمون أنه يعيش قصة القرب من حبيبه وأن الله عز وجل جميل وقريب وطبيب يداوي عبده حتى يعود إليه ومقام القرب والأنس به أعلى مقام.
وبعد أن كان العبد يتذكر ذنوبه وببكي عليها أصبح يعرض قلبه كل يوم على من أحب ويلوم نفسه إن تعلق بسواه فمن شروط القرب الإخلاص لمن أحب وفهم أن عليه النظر للدنيا بميزان من أحب فيكسب الدنيا والأخرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق